الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

الفنان التشكيلي محمد الهجابي

في أعمال الفنان التشكيلي محمد الهجابي

 
في أعمال الفنان التشكيلي محمد الهجابي
من لوحات الفنان المغربي محمد الهجابي



قد يعتبر الناظر إلى أعمال محمد الهجابي أنّها مجرد تكوينات لونية تبتغي إمتاعاً بصرياً ليس إلاّ، ويرى آخر أنّها تسعى إلى توليد انطباع لدى المشاهد قصد إشراكه في حالة نفسية شأنها في ذلك شأن المعزوفات الموسيقية. وربما اجتهد البعض الآخر في العثور بين ثنايا اللوحة على عناصر تحيل إلى العالم الخارجي، أو على علامات وإشارات أو أشكال رمزية متداولة في المشهد البصري المعاصر منه والقديم، فيكاد يقنع نفسه بالوصول إلى مضمون اللوحة الذي يشتغل عليه المبدع.
ربّما أثارت لوحات الهجابي في المتلقي هاته"القراءات" أو غيرها (...)، ومع ذلك، فهذه الأعمال _ بنظري _ ليست نقلاً للعالم الخارجي، ولا تحويراً له، ولا تأثراً به، ولا صدى له، وليست تعبيراً عن رأي شخصي إزاءه، بقدر ما هي رؤية فنية خالصة ابتدأت بالإنصات الطويل العميق إلى الذات والاستغراق فيها بإمكاناتها المستغلقة على الفهم والمتجددة باستمرار، إلى أن تتكون ملامح اللوحة في ذاكرة الفنان الذهنية والبصرية.
تتوزّع ألوان الهجابي في فضاء اللوحة عبر كتل وفراغات بدرجات متفاوتة، وبشكل يتجاوز فيه الفنان التناغم الأكاديمي ما بين الساخن والبارد منها، ويلغي أية إحالة رمزية لها أو تأويل متعارف عليه سواء استمدت هذه الإحالة وهذا التأويل من موروثنا العربي الإسلامي أو من الحضارة العربية السائدة في الوقت الراهن.
هوذا تفرّد الهجابي وتميّزه، لذا فمن السهل تفسير ابتعاده عن التجريد "التزييني" الممارس في بلادنا من جهة، وعن اتخاذ الحرف العربي عنصراً من عناصر تكويناته الفنية من جهة أخرى، على الرغم من ارتباط الهجابي الوثيق بالموروث العربي الإسلامي البصري منه والصوفي..

شارك :

0 comments:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *