الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

(الانفال) في مسيرة فنية جديدة للفنان اسماعيل الخياط.. الى بريطانيا





حاوره: ماجد محمد مصطفى


شعرا.. نثرا.. ترنيمة.. كتابة.. تظاهرة.. بالصوت المبحوح.. بكل السبل المتاحة تفرض عمليات الانفال المشينة نفسها على تواريخ الايام الكوردية قوافل قبور جماعية ونزف لم يندمل.. هل يعودون.. اين دفنوا واسئلة اخرى مازالت حاضرة على لسان المؤنفلين انفسهم ساعة القيامة وتراب ينهمر.. بالجرافات.. فهل يعقل ان يبيد نظام ابناء شعبه في حملات ابادة جماعية لا نظيرلها على مر التاريخ.

الفنان المبدع المثابر الطموح الدؤوب الانسان اسماعيل الخياط جسد من جديد تلك الحملات المشؤومة عبرمعرضه الشخصي الخاص الذي اقيم على قاعة المتحف بمدينة السليمانية المعطاء يوم 4 ايارالجاري والايام التالية.. على هامش المعرض التقيناه وكان هذا الحوار:


ـ الاسم أنفال ماذا عن تفاصيل العمل والمعرض؟

* الانفال من المواضيع الحاضرة دائما في نشاطاتي الفنية كونه من المواضيع الحيوية المؤثرة وبحاجة الى تظافر جميع الجهود لكشف تلك العمليات السيئة الصيت بتواصل اكتشاف قبور جماعية جديدة.

الانفال في هذا المعرض يشمل قسمين:

الاول يضم ( 10) لوحات كبيرة الحجم تعبر عن موضوع الانفال وبالوان ترابية.. صحراوية والوان الدخان والحرق اضافة الى اجساد بشرية ورؤوس متراكمة احدى هذه اللوحات تجمع (182) وجه.. تعبيرا ورمزا لـ(182000) مؤنفل من مواطني اقليم كوردستان.

يشعر الرائي بتراكم الاجساد والوجوه في اللوحات بما يوحي بالموت الجماعي وباعداد كبيرة اضافة الى مسحة تعبيرية طاغية على هذه الاعمال الفنية.

اما القسم الثاني فهو عبارة عن (182) قطعة مرسومة على قطع خشب طبيعية واخراى انابيب كارتونية عليها تفاصيل كثيرة عن الموتى والمفقودين في عمليات الانفال التراجيدية.

كما كتبت في مقدمة دليل المعرض مقترحا لتحويل هذه القطع (182) الى نصب او مونومينت عن الانفال وحسب تفاصيل جاءت في مقدمة الدليل باللغة الكوردية بأمل تحقيق هذا الحلم بنصب مؤثر شامخ يليق بتلك التضحيات الجسيمة.


ـ الفن التشكيلي ماذا يعني للفنان اسماعيل الخياط؟

* الفن التشكيلي لغة حية بجميع اقسامه النحت والرسم والسيراميك حيث لهذه الفنون لغة خاصة وتعبير خاص يختلف عن بقية الفنون والاداب فالرسم احد اقسام هذا الفن وله تاريخ عريق عند البشرية واهميته في المجالات الاخرى فالحديث عنه طويل لايتسع في هذه العجالة.


ـ وكم استغرقت فترة الاعداد لهذا العمل ؟

* لقد عملت لانجاز هذا المشروع قرابة ثلاثة اشهر من العمل المتواصل ولساعات طويلة خلال الليل والنهار.. والنظر والتأمل في هذه الاعمال يكشف اعماق جدية وافاقه الثقافية ناهيك عن اهميته كأنجاز ومشروع فني بالغ الاهمية وبمسؤولية.


ـ ماهو تقيمكم لمستويات الشباب المتواجدين على الساحة الفنية؟

* الشباب الكورد بعضهم يعرضون افكار جديدة وتبشر بالخير ولكن بحاجة اكثر الى صقل تجاربهم في مدة تنمي جدارتهم وجديتهم في المجال الفني لذلك تجد اعمال جيدة تعبر عن التواصل مع الاجيال السابقة كما انصحهم بالتركيز على اسس فنية ترتبط بدورها بالفنون التشكيلية الكوردية واجيالها وترابطها باثبات الاصالة والجدية في العمل.


ـ كيف تقيم دعم وزارة الثقافة للفنانيين؟

* وزارة الثقافة في حكومة كوردستان كانت ومازالت تدعم الحركة الفنية واحيانا من كثرة الدعم يختلط لديها الجيد والرديء وهذه حالة سلبية اتمنى تجاوزها كما اتمنى ان تفكر الوزارة باسس جديدة وصحيحة لدعم الحركة الفنية وخصوصا التشكيلية عبر تشكيل لجان استشارية عالية المستوى على عاتقها تنظيم النشاطات ودعمها.


ـ الارتقاء الى العالمية او عالمية الفنان ماذا يعني؟

* الفن لغة انسانية ووطنية وحينما تشهد الحركة التشكيلية الازدهار في وطنها واعني الفن الجيد يبقى بعد ذلك تحديد مدى ارتباط التطور المحلي بالفن العالمي ويختلف ذلك من مكان الى اخر.

بالنسبة الى الفن التشكيلي الكوردي لدينا فنانين جيدين داخل الوطن وغيرهم يعيشون في دول اوربية وامريكا لو استطعنا الوقوف على نشاطاتهم وطروحاتهم بشكل دقيق نستطيع الاحساس بمدى التطور والابداع الفني بشكل العام ولكن لم يتحقق ذلك حتى الان.

املي ان نستطيع في المستقبل الخطو نحو التطور.. وبصورة عامة الفن التشكيلي الكوردي مازال بخيرحيث لدينا.. فنانين تميزت طروحاتهم بشكل يمكن السير نحو العالمية.

فالفن ضرورة انسانية لشعب والوطن ..المحلية مهمة وتبقى بعد ذلك العالمية كطموح كل فنان.


ـ ماذا عن مشاريعكم القادمة؟

* تلقيت انا وخمسة فنانين اخرين دعوة رسمية من المملكة المتحدة ومدينة (لوتن) بالتحديد للمشاركة في مهرجان فني يفتتح يوم 21 ايار الحالي محور اعمالنا يتركز حول الانفال والحروب والتشرد اضافة على مواضيع اخرى.


ولدي هناك ثلاث نشاطات الاول يوم افتتاح المهرجان والمعرض عبر التحدث للصحافة عن اهمية المشاركة والثاني التواجد والتحدث مع الشخصيات الهامة على هامش المهرجان وفي اليوم الثالث اسوف القي محاضرة لطلاب الجامعة والتدريسيين حول تأثير المشاكل والحروب في الوطن على النتاج الفني في مجال الرسم ومن ثم تسليط الضوء في كيفية تسخير الفن للسلام ناهيك التحدث حول نتاجاتي الفنية الانفال والقصف الكيمياوي لمدينة حلبجة الشهيدة وحرب تحرير العراق ومن ثم التطرق الى مشروع (السلام في كوردستان)الذي انجزته في منطقة(بيرر) الكوردية.




ماجد محمد مصطفى
شارك :

0 comments:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *