اذا أردنا أن نعرف معنى الأبداع الفني فينبغي علينا أن نعرف أولا معنى الفن !!
ظهر الفن كنتيجة لمحاكاة الأنسان بالطبيعة و المقصود هنا بالمحاكاة هو التقليد أي الغريزة الفطرية التي يحملها الأنسان . أي أن الأنسان بطبعه مقلد . و لا أريد هنا الخوض في غمار التعريف النفسي للمحاكاة أكثر من ذلك.
بل سأدلل على كلامي بجملة واحدة أتمنى أن تحظى بالتركيز قبل التفسير:- المحاكاة أو التقليد غريزة فطرية يمتلكها الأنسان و هي الغريزة التي تمكنه من إمتلاك العادات المكتسبة. أي ببساطة التقليد هو الذي أعطانا سلوكنا اليومي المعتاد مثل الأكل بالشوكة و السكين و مثل التدخين .
أعود لإيضاح ما هو الفن بعد أن ذكرت ما سبب ظهوره .. كانت البدايات الفنية للأنسان تقليد الطبيعة من خلال رسمها فكان هذا من أبسط أنواع الفن و لكنه شكل نقطة البداية . و ظل الأنسان يرسم الطبيعه كما يراها دونما إضافة أو خيال إلى أن بدأ بالتداخل معها بالخيال الذي يمتلكه و كان الخيال هنا هو جوهر التميز بين فنان و أخر فصار يعطي لوحته الفنية المنقولة من الطبيعة ابعاد اخرى من خلال خياله و صار وجه الابداع هنا هو ما يحمله العمل الفني من خيال إلى أن بدأ الأنسان يدخل في عمله الفني وجهة النظر التي يراها فصار هنا أن الأبداع في العمل الفني يأتي من خلال محاكاة الفنان للواقع المعاش برؤية من خياله و مع وجود وجهة نظر مقبولة .
فصار الأبداع هنا هو ما يتركه العمل الفني من اثر في النفوس من إقتناع و متعة و أهمية الطرح