الاثنين، 19 سبتمبر 2011

معارض

الفنان عبد السلام عبد الله يرسم الزهور بوصفها وليمة لونية ينطلق الفنان عبد السلام عبد الله في معرضه للفنون التشكيلية من الواقع مقدماً معالم في صرية تتخذ من اللون بتجلياته الخلابة وحساسيته العالية بنية إضافية على الرسم الواقعي الذي يخطه بحرفية مهنية واضحة وخصوصية في التفاصيل تدفع عين المتلقي إلى الشعور بالفرح والتفاؤل والتأمل. ويعتمد الفنان في بنائية لوحاته التي تنتمي إلى المدرسة الانطباعية الواقعية على مجموعة من التقنيات التشكيلية مع المبالغة في طرح القيم اللونية عبر إظهار المشهد بأنقى جمالياته فضلاً عن استحضار الأسلوب الباروكي على مستوى التلاعب باللون ودرجاته وشفافيته. ويشكل المعرض الذي ضم أكثر من عشرين لوحة نقلة نوعية عما سبقه من أعمال الفنان تمثلت في ضرباته القوية ومهاراته العالية في التكنيك اللوني عبر توزيع كتله بين الضوء والظل فضلاً عن المكونات الأخرى للوحة كالمقعد الخشبي أو الآنية الخزفية أو غيرها من العناصر التي تمتزج مع الأزهار لتصبح جزءاً آخر من الطبيعة.
وفيما يتعلق بالتصاق عبد الله وتأثره الواضح بالطبيعة قال في حديث خاص لوكالة سانا.. كان الإنسان في عصر النهضة هو المكون الأساسي للوحة لكنني أصر في أعمالي على كون الطبيعة هي الأشمل والأنقى والأبهى والأصدق وفيها وليمة لونية تغري أي فنان تشكيلي بالتقاطه عبر لوحاته وهي الرئة للكائنات الحية بما فيها الإنسان الذي لا يتعدى وجوده فيها إلا جزءاً يسيراً جداً وهو إن ابتعد عن الطبيعة يبتعد عن ذاته. وأوضح عبد الله أن تركيزه على الورود ينطلق من علاقة خاصة بينه وبينها ومن أنه لو طلب منه اختيار مهنة له لما اختار إلا بائع زهور فمن لا يطربه الربيع وأزهاره بحسب قوله هو شخص سقيم. والفنان حسان عبد العظيم الذي يربط بين الأداء الفني وأخلاق المبدع قال إن أعمال عبد الله تبهج القلب والروح وهذا يأتي نتيجة جمال داخلي مخزون من كم كبير من المشاهدات والبحث والتجريب في التقنيات والأساليب.
وقال عبد العظيم .. إن رصد هذا الفنان للزهور هو غوص في عالم غير منته ما جعل أعماله تمتلك جماليات قلما يتمكن فنان آخر من التقاطها بالطقوس والتقنية ذاتها والأسلوب والأداء ولاسيما أن مخزونه كبير في تعاطيه الفني مع الطبيعة ولوحاته تتحلى بالدقة والشفافية. بدوره أوضح النحات غزوان علاف أن الميزة الأساسية في لوحات هذا المعرض تكمن في عجينة الألوان وطريقة معالجتها على سطح اللوحة ما يعطيها إشراقاً جميلاً غير موجود عند الكثير من فناني المدرسة الانطباعية الواقعية هذا رغم استمراره في تناول الموضوع ذاته المتمحور حول الطبيعة الصامتة.
وأضاف.. لوحاته تشعرك بالتفاؤل والسرور من مجرد النظر إليها فضلاً عن أن مران عبد الله على تقنياته جعله قادراً على الاختصار دون التقليل من قيمة المعطى البصري الذي يعمل عليه فضربات ريشته فيها حرية أكبر والخبرة واضحة في معظم لوحاته. حضر افتتاح المعرض الذي يستمر حتى الأول من الشهر القادم الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة في حكومة تسيير الأعمال والدكتور حيدر يازجي رئيس اتحاد التشكيليين السوريين وعدد من الفنانين التشكيليين والمهتمين والإعلاميين. يذكر أن الفنان عبد السلام عبد الله من مواليد الرميلان 1961، وخريج كلية الفنون الجميلة بدمشق لعام 1985 وحاز على جوائز وشهادات تقدير كما أصدرت المؤسسة العامة للبريد في سورية خمسة طوابع لأعماله في معرض الزهور الدولي الثلاثين عام 2003.
شارك :

0 comments:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *