الاثنين، 5 سبتمبر 2011


التجريد في الفن التشكيلي العراقي بين الابداع والاستسهال
13.07.2009
نهر الحياة مستمر في العراق، ومع نهر التحولات السياسية والاجتماعية الجارية، تتفاعل الثقافة مع بيئتها ومتغيراتها، وبين المشاكل التي تعاني منها والافاق التي تتطلع اليها، تسعى الى العثور على لونها وسماتها. عدد هذا الاسبوع من المجلة الثقافية يتضمن محورا عن سمة التجريد في الفن التشكيلي العراقي المعاصر، كما يتضمن موضوعا عن ان عددا من المثقفين او المحسوبين على الوسط الثقافي يحملون سمات اجتماعية ونفسية من مجتمعهم تجعلهم بعيدين عن الفعل الثقافي المتحضر، بالاضافة الى لقاء مع كاتب قصص الاطفال حسن موسى يتحدث فيه عن تجربته في هذا المجال.

محطات ثقافية
التجريد في الفن التشكيلي العراقي سمة واضحة سيما في أعمال الكثير من الفنانين الشباب، حتى ان اتجاهات مثل الواقعية أو التعبيرية أو السريالية، تراجعت أمام نزعة التجريد التي يلاحظها المتابع لمختلف المعارض والقاعات الفنية. لعل الانتقال من الواقعي المحسوس الى المجرد، يتطلب فيما يتطلبه، بالاضافة الى التمكن من التقنيات الفنية، رؤية شمولية تجعل من تناول الفنان لأشكاله التجريدية تعبيرا عن أبعاد وفضاءات ينطوي عليها العمل الفني، والا تكون محض تجميع للألون والاشكال والمساحات. الفنان التشكيلي حسن نصار مدير مؤسسة اتجاهات الثقافية، يعتقد أن المشكلة تكمن في استسهال الكثير من الفنانين لموضوع التجريد، رغم افتقارهم الى القدرة الذهنية والتخيلية التي تتيح للفنان تحويل مواضيع العالم المحسوس الى اشكال مجردة ذات مغزى، لكنه يلاحظ وجود نزعة تعبيرية لدى عدد من الفنانين المهمين في الساحة التشكيلية الثقافية. التدريسي في أكاديمية الفنون الجميلة، عبد الجليل الموسوي، يقول ان الميل الى الاسلوب التجريدي ياتي من ناحية من جهة القفز على المراحل وعدم استيعابها، بينما يأتي من ناحية أخرى كتطور طبيعي في اسلوب الفنان.

بقعة الضوء
من المعروف ان البلدان العربية من أقل البلدان أقبالا على القراءة والكتابة، حسب ما تشير اليه الاحصاءات الدولية المختلفة. وهذه الشحة الكبيرة في الاقبال على الكتاب والقراءة والاطلاع والتعلم، تترك تأثيرها على وعي الانسان العربي ومستواه. والعراق بالطبع ليس استثناءً عن هذه البلدان، اذ نلاحظ قلة الاقبال على القراءة في مختلف مفاصل الحياة، وهذا واحد من أسباب تحجيم شخصية الانسان وجعله مغلقا متعنتا لا يتمعن في الاشياء، يعطي اراء قطعية في كل موضوع. وعندما نقول واحدا من الاسباب، لان هناك اسبابا اجتماعية وتاريخية أخرى اعطت هذه السمات وسواها للفرد العراقي بصورة عامة. والقراء العراقيون، أو كما يسمون عادة بالمثقفين، إذ ان الثقافة في العراق تعني عادة الامساك بالكتاب أو الاقبال عليه، هؤلاء القراء يعانون هم بدورهم من شتى الحالات السلبية الموجودة في المجتمع بصورة عامة. وبدل أن ترتقي القراءة والمعرفة بالعالم الروحي والسلوكي للأنسان وتهذبه، فاننا نرى المثقفين أو المتثاقفين العراقيين وهم يخوضون النقاشات الثقافية والفكرية، بنفس طريقة الانسان البسيط المغلق المتعنت، رغم انهم قد يتناولون أحدث واخر المصطلحات الفكرية والفلسفية. وأكثر من ذلك، أحيانا يكونون حتى أكثر أنغلاقا من الانسان غير القاريء، لانهم صاروا يعتقدون انهم مميزون لانهم يقرأون، وكثيرا ما تظهر حالتا الغرور والثرثرة، لتضيفا لمسة أضافية على شخصية لم تستطع القراءة والمعرفة لأخراجها من عالمها المنغلق والكئيب.

ضيف العدد
عالم الأطفال عالم خاص، لا يستطيع ولوجه إلاّ من أحب الوصول الى تلك المناطق التي يعيش من خلالها الاطفال، يحلمون ويتخيلون. والقاص حسن موسى أختص بهذا العالم منذ فترة بعيدة، حتى أنه بدأ التغلغل في هذه الاجواء من سن مبكرة جدا. القاص يحدثنا عن بدايات شغفه بعالم الاطفال، وكيف تحول الى كاتب مختص بهذا الموضوع وعن المحطات التي رافقت رحلته في عالم الطفولة.
شارك :

0 comments:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *