مسرحية عراقية بعنوان (نون) تجسد معاناة النازحين
متابعة تجمع “فنانو العراق”
مآسي النازحين العراقيين الذين هُجروا من ديارهم على أيدي مسلحي داعش الارهابي هي موضوع مسرحية جديدة تحت عنوان “نون”، يجري عرضها حالياً في أحد مسارح بغداد.
وانطلقت المسرحية في 13 آب ضمن فعاليات مهرجان “كلنا عراقيون” الذي نظمته وزارة النفط تضامناً مع النازحين وتنديداً بأعمال العنف التي يقف وراءها تنظيم داعش الارهابي .
وقال المتحدث الإعلامي باسم وزارة النفط وصاحب فكرة المسرحية عاصم جهاد : إن هذا العمل الفني هو رسالة تحدي بوجه الإرهاب الذي يريد تمزيق وحدة البلاد واستهداف الترابط والتلاحم الوطني بين جميع أبناء الشعب العراقي .
وأضاف : حاولنا من خلال المسرحية إسقاط الضوء على مـــــــــعاناة الأسر العراقية وخاصة من أبناء المكونات الاجتماعية الصغيرة التي تعرضت للنزوح والتهجير الجماعي مـــــن مناطقها على أيدي عصابات داعش الارهابي وما تمر به اليوم مـــــــن ظروف صعبة بعد أن فقدت كل ما تملك.
يُذكر أن مدن وقرى العراق الشمالية تشهد منذ حزيران/يونيو الماضي موجات نزوح غير مسبوقة إثر استيلاء داعش الارهابي عليها. فتهجر عشرات الآلاف من المسيحيين بعد أن قام التنظيم بمصادرة عقاراتهم وتعليمها بالحرف “نون” في إشارة إلى الحرف الأول من كلمة “نصارى” وهو ما استمدت منه المسرحية عنوانها.
مشاهد تعبيرية
وتتحدث المسرحية عن أحداث وقصص نزوح واقعية جسدها الممثلون بمشاهد تعبيرية ورمزية تحاكي مع الموسيقى مرارات وآلام النازحين وأحزانهم برحيلهم عن ديارهم وفقدانهم لأحبائهم، لكنها في الوقت نفسه تُدفق في نفوسهم جرعة طمأنينة وأملا في خلاص مقبل وتدعو العراقيين إلى التوحد في وجه داعش الارهابي وأفعالها وأيديولوجيتها المتطرفة، بحسب جهاد.
وتابع : عناصر داعش الارهابي مارسوا أبشع الجرائم بحق النازحين الأبرياء من خطف وقتل وتنكيل لذا أردنا من ذلك العمل المسرحي أن يكون صرخة مدوية للتعبير عن تنديدنا بتلك الجرائم وإدانة مرتكبيها.
وأكد جهاد : أن الوزارة سعت عبر مهرجانها التضامني إلى دعم قضية النازحين وكذلك مساندة القوات الأمنية في حربها ضد المجاميع الإرهابية.
وأضاف : أردنا حث الشعب بكل أطيافه على الوقوف معها ومؤازرتها لحين تحرير كافة مدننا من دنس الإرهابيين.
من جهته، قال مخرج المسرحية كاظم النصّار في حديث : إن العرض ينقل حكايات من واقع مؤلم يعيشه النازحون لم تقتصر على مكون أو طيف بعينه.
واعتبر : أن المسرحية تعبر عن محنة وطن بأكمله “يتعرض اليوم إلى هجوم برابرة يستهدفون حضارة العراق وإرثه وهويته الثقافية وتكوينه الاجتماعي.
وذكر قائلاً : هذا العمل تم التحضير له وإنجازه بوقت قياسي ليكون أول عرض مسرحي من نوعه يحتج على جريمة التهجير التي اقترفتها قوى الإرهاب بحق الآلاف من المواطنين وما لحقت بهم من مآس وويلات خلال رحلات نزوحهم الجماعية.
رسالة أمل موجهة إلى النازحين
وقال النصّار : إنه يأمل بعرض مسرحيته على جمهور من النازحين في محافظات مختلفة للتأكيد على دور ومسؤولية الفن في توجيه الأنظار إلى معاناتهم وإشعارهم أن أزمتهم ثقيلة لكنها حتماً ستنتهي ليعود الجميع إلى منازلهم ويسود الأمن والسلام مدنهم.
وفي هذا الإطار، ذكر مؤلف العمل ماجد درندش : أن مسرحيته تبعث رسائل تفاؤل وأمل بغد أجمل لا مكان فيه للخوف من التهجير والقتل والقمع بل للحياة الآمنة والسعيدة التي يحيا فيها الكل بتعايش ورخاء من دون إرهاب.
وقال : هؤلاء الإرهابيون لن يتمكنوا من تثبيط عزائمنا أو يكونوا قادرين على انتزاع حب الحياة من أنفسنا.
وتشارك في المسرحية نخبة من الممثلين العراقيين بينهم ميمون الخالدي وآسيا كمال ومازن محمد مصطفى وباسل شبيب وعلاوي حسين ونظير جواد وأسعد مشاي.
وقال الفنان مازن محمد مصطفى في حديث : إن مشاركتنا في مسرحية نون تعبّر عن رفضنا كمسرحيين وفنانين عراقيين لكل مخططات ونوايا الإرهابيين الهادفة إلى تدمير بلدنا.
وتابع قائلاً : هذا العمل هو بمثابة وقفة احتجاج ضد التهجير القسري وكل من يريد اقتلاعنا من جذورنا والعودة بنا إلى عصور الظلام
0 comments:
إرسال تعليق