الأربعاء، 20 مارس 2013

اعياد نوروز في شمال العراق


 نوروز
 
يقابل عيد نوروز (معربها نيروز) أول يوم في التقويم الهجري الشمسي[1] (21 مارس) ويحتفل به الفرس والأكراد والترك. أصل كلمة نوروز هو من الأفستية وتتكون من nava يعني "جديد" وrəzaŋh أي "يوم" أو "ضوء الصباح" مما يعني يوم جديد (أو ضوء جديد) وهذه الكلمة لها نفس المعنى بالفارسية و الكردية (نو=جديد + روز=يوم أي يوم جديد). و من الاعمال المحبوب عملها في نوروز والتي تعتبر من الطقوس الجميلة هي وضع سُفرة أو مائدة تتضمن 7 اشياء تبدأ بحرف السين (هفت سين)سير _ثوم..سكه_عمله نقديه سنجر_فاكهه مجففه..سبزي _خضره..سبيكه _سبيكه من الذهب..ساهون_حلويات.. سماق.. إضافة إلى مرآة وقرآن وسمك احمر وفاكهة ومكسرات
يوم النوروز (النيروز) لم يكن يصادف الحادي و العشرين من اذار (مارس)
كان يوم نوروز (نيروز) في ايام الدولة الساسانية يصادف اليوم السادس عشر من حزيران (يونيو) ولم يكن الساسانيون يستخدمون التقويم الغربي (الجولياني) لكن بعد التغيرات التي حصلت على التقويم الروماني على يد يوليوس قيصر ثم خليفته اوغسطس زحفت الايام حتى وصلت إلى الحادي والعشرين من اذار (مارس) وقد كان هذا التعديل متاخرا حيث حصل سنة 1079 للميلاد عندما تم تبني التقويم الجولياني.[2] وقد فصل ذلك (مع فرق في التاريخ مما ذكر اعلاه) أبو الريحان البيروني فيما نقله عن ابي بكر الصولي وحمزة بن الحسن الاصبهاني ان الفرس كانوا يكبسون السنة ولذلك كانت السنة تبدأ بالنيروز غير ان وقته كان يوافق وقت ادراك الغلات على ما اخبر الموبذ الخليفة العباسي المتوكل بالله وقد حاول الدهاقنة زمن هشام بن عبد الملك الاموي ان يؤخر عامله خالد القسري النوروز شهرا لكن رفض وقد فشلت محاولة يحيى بن خالد بن برمك زمن هارون الرشيد تأخيره شهرين بناء على طلب الدهاقنة ثم حاول الخليفة المتوكل بالله ذلك لكنه مات قبل أن ينجز العمل فاكمل المعتضد عمله فأصبح النيروز في الحادي عشر من حزيران ويقول البيروني ان تواريخ الفرس مضطربة جدا ولكن من قام بالتغيير لم يعرف ذلك وظن انها مثل التاريخ الرومي ولذلك اخر النوروز ستين يوما وكان يجب تأخير سبعة وسبعين يوما اي يكون النيروز في الثامن والعشرين من حزيران. .[3] وملخص كل ذلك ان النيروز لم يكن في ايام الساسانيين في الحادي والعشرين من اذار ثم حصل التبدل عليه بسبب عدم وجود من يكبس السنوات في ايام الامويين ثم العباسيين ولذلك تحول النيروز إلى الربيع مما اضر بالفلاحين الذين كانوا يدفعون خراج الأرض في الربيع والزرع ما زال اخضرا ولذلك اصلح المتوكل ومن بعده المعتضد الحال لكن مع بقاء فرق ذكره البيروني. ولذلك فان ربط يوم نوروز (نيروز) بالاعتدال الربيعي لايسنده التاريخ.
نوروز وملحمة الشاهنامة
يذكر الفردوسي في ملحمة الشاهنامة أنه في بدء الخليقة كان هناك ملك اسمه جيومرث، حباه الله بعناية فائقة أقام في الجبال. وبسببه انتشرت الحضارة في الأرض، إلخ. وتستمر الملحمة بذكر إبن جيومرث وأحفاده حتى تأتي على ذكر جمشيد الذي حمل الجن مركبته إلى جميع أطراف الأرض وكان ذلك في يوم أصبح عرفاً مقدساً عند الفرس وهو يوم نوروز أي اليوم الجديد.[4] لكن يبدو أن أصل العيد هو الإحتفال بالحصاد، وربما كان ذلك بسبب اعتماد بلاد إيران وما جاورها على الأمطار التي لم تكن مضمونة، إما بسبب الجفاف أو بسبب الفيضانات. ومعنى الاسم هو "اليوم الجديد"، ويدل على بداية جديدة للسنة هي أول ايام السنة.

انتشار العيد في الشرق

من الصعب معرفة البلد الذي انتشر منه عيد نوروز فقد يكون عيدا في أحد البلدان المحيطة بايران لكن ربما كان للدول الإيرانية المتعاقبة دورا في نشر ذلك العيد في البلدان الخاضعة لسلطانها والبلدان الأخرى المتاثرة بثقافة إيران فهذا التفسير هو اقرب من نظرية انتشار العيد من بلد إلى البلدان الأخرى بسبب التقليد المحض.

 عيد نوروز لدى الفرس

اليعتبر عيد نوروز (21 اذار) عيد القومي لدى الشعب الإيراني وهو رأس السنة الفارسية (الهجري الشمسي) وهو يوم الاعتدال الربيعي. تعطل كل الجهات الحكومية والاهلية في إيران اعتبارا من 20 اذار لمدة خمسة ايام والمدارس والجامعات لمدة اربعة عشر یوم. سم هذا العيد باللغة الفارسية يعني: "اليوم الجديد"، وهو يجسد على بساطة لفظه مدلول "التجدد" بمعناه الواسع المطلق، إذ زيادة عن كونه العيد الرسمي لرأس السنة، فانه اليوم الأول من شهر " فرڤردين " (حمل) أول شهور السنة الفارسية، ويصادف حلوله حدوث الاعتدال الربيعي (21مارس)، اي في نفس الوقت الذي تتم فيه الأرض دورتها السنوية حول الشمس، لتبدأ دورة جديدة. في ذات الوقت تعلن طلقة مدفع حصول " التحويل "، كما يقال في إيران، فتبدأ الافراح استبشاراً بحلول عهد جديد تتحول فيه الطبيعة ـ ومعها الإنسان ـ من فترة الفاصل الذي يمحو الزمن ويضع حداً للماضي، ولكن يعلن في آن واحد عن " العودة ".. عودة الحياة وتجددها. وفي النيروز يخفف عن المساجين، ويصطلح الخصوم، ويطعم البائس، ويزار الموتى وتكرم ارواحهم، وما ذلك الا ليكون هذا العيد مناسبة لتهدئة الوجدان، وايقاظ عواطف الرحمة في القلوب. "سيزده بدر" هذا هو الاسم الذي يطلق على آخر ايام النيروز، ويوافق اليوم الثالث عشر من كل سنة جديدة. تدوم اعياد النيروز في العادة اثني عشر يوماً، وتختتم في اليوم الثالث عشر من شهر فرڤردين بنزهة خلوية عامة لا يتخلف فيها أحد عن ابداء الفرح. وتغتنم العائلات الفرصة في ذلك اليوم لتأخذ نبات الحبوب التي زرعتها فزينت بها خوان "هفت سين"، كي تلقي بها في أحد الجداول، فتحملها مياهه مثقلة باماني الخصب والرخاء.

 نوروز والاسطورة في كردستان

فيما يخص النوروز في كردستان فالاصول القديمة غير معروفة لكن حدث في العصر الحديث ان تم تبني بعض احداث الشاهنامة وتحويرها فمثلا تم اعتبار گاوة شخصا كرديا وان الشعب المضطهد كان كرديا والضحاك ملكا فارسيا في حين تقول الأسطورة بان الضحاك كان ملك العرب وان ملوك الفرس طلبوا مساعدته ضد جمشيد ملك ملوك الفرس الذي تبدلت سيرته نحو الظلم، اما ذكر الكرد فالشاهنامة فكان ثانويا حيث يقول الفردوسي بان الضحاك امر بقتل شخصين كل يوم واكل دماغمها بناءا على نصيحة الشيطان لتهدئة الثعبانين الذين ظهرا على كتفيه بسبب الشيطان نفسه الذي قبل كتفي الضحاك ولكن تم تخليص واخد منهما ثم ان هؤلاء لجؤوا إلى الجبال ومنهم نشا نسل الكرد، اي يعتبر الفردوسي الفرس اصلا للكرد ونتاج ثانوي في الملحمة وقد كان الجهل بنص الأسطورة وتحويرها بدلا من اختلاق أسطورة جديدة سببا في انتشار الاعتقاد بها بين الكرد، وما زال هذا الاعتقاد سائدا بينهم. وقد ظهرت اراء حديثة في كردستان حول نوروز منها ربطه بالاعتدال الربيعي اي تخليصه من خلفيته الأسطورية واراء ترد الأسطورة براي مفاده ان كاوة كان فارسيا والضحاك كان ملكا كرديا وانه كان اژديهاك اخر ملوك الميديين (الذي ذكره الاغريق باسم استياگيس والملك البابلي نابونائيد باسم اشتوميكو)غير ان هذا الراي يعتمد على الملحمة التي هي نفسها غير قابلة للتصديق عدا عن مخالفتها المعطيات التاريخية وهي ان الذي قضى على حكم الملك الميدي كان كورش الملك الاخميني الشهير.

 عيد نوروز لدى الأكراد


عيد نوروز لدى الأكراد، اسطنبول، ترکیا
عند الأكراد، يعتبر النوروز عيداً قومياً يحتفلون به في جميع أنحاء العالم. وفي كردستان العراق يعتبر عيد نوروز مناسبة رسمية إذ تعطل كل الجهات الحكومية والأهلية اعتباراً من 20 آذار ولمدة أربع أيام، ويتم إيقاد شعلة نوروز في كل المدن الكردية، والتي تسمى شعلة كاوة الحداد. والنوروز الذي يصادف اليوم الأول للسنة الكردية (21 آذار) هو العيد القومي لدى الشعب الكردي وعدد من شعوب شرق آسيا، وهو في نفس الوقت رأس السنة الكردية الجديدةK2624. وهو من الاعياد القديمة التي يحتفل بها الأكراد والفرس والأذريين، ويصادف التحول الطبيعي في المناخ والدخول في شهر الربيع الذي هو شهر الخصب وتجدد الحياة في ثقافات عدد من الشعوب الاسيوية، لكنه يحمل لدى الأكراد بعداً قومياً وصفة خاصة مرتبطة بقضية التحرر من الظلم، وفق الأسطورةأن إشعال النار كان رمزاً للانتصار والخلاص من الظلم الذي كان مصدره أحد الحكام المتجبرين.

 نيروز الاسطورة الكردية

إنّ النسخةَ الكرديةَ للنيروز هي أسطورةُ (كاوى) الحداد الذي تشبه قصته القصّةِ في أسطورة الشاهنامة. الذي تقُولُ بأنّه في قديم الزمان كان هناك ملكُ اشوري شريّرُ سَمّى(الضحاك). كان هذا الملك ومملكته قد لُعِنا بسبب شرِّه. الشمس رَفضتْ إلشْروق وكان من المستحيلَ نَمُو أيّ غذاء. الملك (الضحاك) كَانَ عِنْدَهُ لعنةُ إضافيةُ وهي إمتِلاك أفعيين رَبطتا بأكتافِه. عندما كَانتْ الأفاعي تكون جائعة كَانَ يشعر بألمِ عظيمِ، والشيء الوحيد الذي يَرضي جوعَ الأفاعي كَانتْ أدمغةَ الأطفالِ. لذا كُلّ يوم يقتل اثنان من أطفالِ القُرى المحليّةِ وتقدم أدمغتهم إلى الأفاعي(كاوى) كَانَ الحدادَ المحليَّ قد كُرِهَ الملكَ مثل16 مِنْ أطفالِه الـ17الذين كَانوا قَدْ ضُحّي بهم لأفاعي الملكَ. عندما وصلته كلمةً ان طفلَه الأخيرَ وهي بنت، سوف تقتل جاءَ بخطة لانقاذها. بدلاً مِنْ أنْ يَضحّي ببنتِه، ضَحّى (كاوة الحداد) بخروفِ وأعطىَ دماغَ الخِروفَ إلى الملكِ. الاختلاف لَمْ يُلاحظْ. عندما سمع الاخرون عن خدعة (كاوى) عَمِلوا جميعاً نفس الشئ، في الليل يُرسلونَ أطفالَهم إلى الجبالِ مَع (كاوى) الذين سَيَكُونونَ بامان. الأطفال ازدهروا في الجبالِ و(كاوى) خَلق جيشاً مِنْ الأطفالِ لإنْهاء عهدِ الملكِ الشريّرِ. عندما أصبحت اعدادهم عظيمة بما فيه الكفاية، نَزلوا مِنْ الجبالِ وإقتحموا القلعةَ. (كاوى) بنفسه كان قد إختارَ الضربةَ القاتلةَ إلى الملكِ الشريّر(ِالضحاك). لإيصال الأخبارِ إلى اناسِ بلاد ما بين النهرينِ بَنى مشعلا كبيرا أضاءَ السماءَ وطهّرَ الهواءَ من شر عهدِ (الضحاك). ذلك الصباح بَدأَت الشمسُ بإلشروق ثانيةً والأراضي بَدأَ بالنَمُو مرةً أخرى. هذه هي البِداية "ليوم جديد" أَو نيروز (نه‌وروز) كما يتهجى في اللغةِ الكرديةِ.

 عيد نوروز لدى الشعوب الأخرى

لا يعتبر عيد نوروز من الأعياد التي ينتشر الاحتفال بها لدى العرب إلا أنه يحتفل بهأقباط مصر وما يسمى شم النسيم و لدى الجنوب في العراق وخصوصاً جنوب العراق ويسمى محلياً عيد الدخول وفي عيد النوروز يقصد الناس مدينة المدائن قرب بغداد والتي تضم مسجد سلمان المحمدي "الفارسي" والاثار الساسانية مثل طاق كسرى ويحملون معهم الاطعمة وينتشرون في الحدائق والبساتين ويحتفلون بعيد النوروز وقدوم الربيع وكذلك يعرف بالنوروز أو النيروز في شمال العراق وعادة تقوم الأسر بالخروج إلى الحدائق المساحات الخضراء في هذا اليوم وما يرافقها من احتفالات. قد يعود الاحتفال بهذا اليوم الذي هو أيضاً يوم الاعتدال الربيعي إلى قدماء السومريين الذي قد يكونوا من الأوائل الذين احتفلوا به. حيث تقول إحدى اساطير السومريين بان اناننا Inanna السومريه Sumerian آلهة الجمال المقابلة لعشتار البابلية آلهة الشهوة والحب لديهم اغترت بنفسها وبقوتها فذهبت للعالم السفلي "عالم الموت" الذي تحكمه اختها "اوتونيحال" للتغلب على الموت وعند ذهابها هناك فقدت جميع اسلحتها ولم تستطع العودة حيث تغلبت عليها اختها. فانعدمت الشهوة لدى الإنسان والحيوان ووقف التناسل (حسب الأسطورة البابلية) والشباب والجمال في العالم (حسب النسخة السومرية) وفي مدينة الوركاء تحديداً. ابتهمل الناس إلى الاله الأكبر " انكي" Enki السومري ولاعادتها للحياة حسب الأسطوره. كانت عشتار مخطوبة لتموز Dumuzi إله الخضرة. قبل أنكي تضرع الناس حسب الأسطوره وقرر ان تغادر عشتار العالم السفلي على ان بجد احداً يموت (يذهب إلى العالم السفلي بدلها) فصعدت إلى الأرض مع حرس من العالم السفلي لتختار احدا بدلها حيث وجدت تموز بين الفتيات الجميلات لا يفتقدها. لهذا اختارته. بموت تموز ماتت الخضرة على وجه الأرض. فاستاء الناس وابتهلوا ل "انكي" مع ام واخت تموز التي تبرعت للنزول بدله إلى العالم السفلي لكي يصعد هو إلى الأرض ليعيد لهم الخضرة والفرح. قبل أنكي دعواتهم لهذا قرر ان يصعد تموز إله الخضرة إلى الأرض لمدة ستة أشهر على ان يعود إلى العالم السفلي في الأشهر الست التاليه. وبهذا احتفل العراقيون القدماء بتموز الداخل إلى الأرض من العالم السفلي بعيد الدخول, الذي من علاماته انتشار الخضرة والازهار على سطح الأرض.وهو نفسه بدء السنة حسب تقويمهم.

 شعلة كاوا

عدا عن كون هذا اليوم أول أيام الربيع، فإنه مرتبط بأسطورة كاوا - الحداد الكردي الذي قاد ثورة ضد الملك الظالم زوحاك وأشعل النار على أبراج قصره ابتهاجاً بالنصر لذلك تعتبر النار رمزاً لعيد النوروز

شارك :

1 comments:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *