قضيّة السيدْ ضَمير - فرج ياسين
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
يوماً بعد يوم ، عرف - على وجه اليقين – بأنه صار منبوذاً في الدائرة التي يعمل فيها كاتباً في قسم الذاتيّة. الزملاء يتحاشون الحديث معه ، والزميلات يكتفين بكلمة صباح الخير ، ثم ّ ينصرفن إلى أعمالهنّ وثرثرتهن ّ وحفلات الشاي والعصير والشطائر المجلوبة بأكياس النايلون مع المقبلات والفاكهة .. بعد عام واحد غامرت زميلته وشريكته في الغرفة عفاف صالح ، بفتح حديث ٍ ودّيٍّ معه لأول مرة ؛ فأنتهز الفرصة لكي يطلب منها أن توضح له سبب صدود الآخرين واستيائهم ، فنهضت ومضت باتجاهه واضعة ً كفيّها منفرجتين على حافة مكتبه ، وعينيها في عينيه قائلة ً : أنت مغفل ، منذ اليوم الأول تلقي على الجميع محاضرات مملّة عن الأمانة وشرف المواطنة ، وقيم الأديان والعدل والمساواة ونبذ الفرقة ، والكرامة والتربية الصالحة ، وفوق ذلك كله أنت مولعٌ بالتدقيق والمحاسبة .. هذا الدينار أين ذهب ؟ وتلك اللجنة ماذا فعلت ؟ ثم كيف تجرؤ على النيل من أعظم إنجاز حققه المسؤول والموظف والمواطن العراقي في زمن العولمة الطائفية والإثنية والعشائرية والمناطقية ؟ كيف تجرؤ على النيل من مخلّصتنا وعمّتنا وتاج رؤوسنا : الرشوة ؟
مكتب للتصوير الفوتغرافي والتصوير الفوري وتصحيح وتلوين الصورواستنساخ ملون مع كبس هويات وتحويل افلام الفديو ومونتاجها
0 comments:
إرسال تعليق